محمد علمي - المغرب
لم يتوقف عدوان العصابة الصهيونية على الشعب الفلسطيني لأكثر من 100 سنة، وما يحدث الآن في غزة من إبادة جماعية ممنهجة وعلى النقل المباشر سوى تكريس للعقلية الإسرائيلية الإجرامية وتكرار للنكبة الأولى.
طوال هذه الفترة لم تتوقف آلة من آلات الحرب الصهيونية وسلاح من أفتك ترسانتها الحربية، ألا وهي الإعلام بدعاية مدروسة بعناية وممولة بسخاء من قبل صهاينة العالم بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم.
دعاية من خلال عدة وسائط كالصحف والتلفاز والسينما... تعيد نفس الأسطوانة: الهولكوست، معاداة السامية، الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة... نفس العبارات بأشكال متجددة لكن يبقى المهم تصوير إسرائيل بدور الضحية لاستثارة الشعور بالذنب لكسب التعاطف والدعم حتى وهي تبيد شعباً كاملاً بنسائه وأطفاله وشيوخه.
لقد أبدعت وأتقنت كل قواعد الدعاية والبروباكندا التي ابتكرها النازيون، خاصة قاعدة "إكذب ثم إكذب حتى يتحول كذبك لحقيقة".
لكن تطور قنوات الإعلام وتنوعها خاصة مع دخول وسائل التواصل بمنصاتها المتعددة ولعل أهمها مؤخراً منصة "تيك توك"، أصبح من الصعب تكرار نفس الأكاذيب وتقديم نفس الرواية.
فرغم المجهود الجبار والأموال الطائلة التي أنفقت خلال الثمانية شهور الآخيرة لتبرير كل الفضائع التي يرتكبها الكيان الغاشم في حق شعب مقهور محاصر بغزة، إلا أن فئة كبيرة بالعالم الغربي خاصة فئة الشباب لم تعد تصدق أو تقبل الإدعاءات الإسرائيلية، وهو ما أكدته العديد من استطلاعات الرأي، وما الحراك الطلابي بالجامعات إلا مؤشر من بين عدة مؤشرات تأكد تهاوي رواية ظلت لعقود مسلمة لدرجة التقديس.
إن ما تقوم به إسرائيل أشبه بقصة الراعي الذي ينادي كل يوم كذباً "الذئب الذئب" حتى لم يعد أحد يصدقه. مع فارق هنا هو أن إسرائيل هي الكاذب وهي الذئب.