محمد علمي - المغرب
تعتبر الثقافة العلمية من الأسس الضرورية لبناء مجتمع واعٍ ومؤهل لمواجهة تحديات العصر الحديث كالتغير المناخي والصحة العامة والتطور الرقمي والذكاء الاصطناعي... وتتجلى أهميتها من خلال تعزيز التفكير النقدي وتنمية المهارات التحليلية وتطوير القدرة على حل المشكلات، وهو ما يُمكّن المتعلم من فهم شامل لمحيطه ومن التفاعل الايجابي معه.
يتوجب أن يتم إدماج الثقافة العلمية في المنهجية التعلمية التعليمية بشكل مدروس لتلبية احتياجات كل فئة عمرية ومهاراتها الحركية والمعرفية، وكذلك بشكل تدريجي يوافق تقدم المقرر الدراسي.
بالنسبة للمرحلة الابتدائية، فإنها تلعب دوراً كبيراً في تحفيز الفضول الطبيعي للأطفال وحب الاستطلاع لديهم من خلال أنشطة تفاعلية كتجارب بسيطة وخرجات استكشافية، فيغرس فيهم حب التعلم والمعرفة.
أما بالنسبة للمرحلة الاعدادية، فإن للثقافة العلمية دور في تعميق فهم المتعلمين للمفاهيم العلمية، سواء من خلال التجارب العلمية أو العروض التفاعلية أو المعارض... وكلها تزيد ارتباطهم بالعلوم وتنمي لديهم مهارات التحليل والتفكير النقدي.
وبخصوص المرحلة الثانوية فإنها تكتسي أهمية أكبر حيث تهيء المتعلمين للانتقال للتعليم العالي أو التقني أو الخروج لسوق العمل. فمثلا من خلال الأندية العلمية والبحوث والعروض يقوي المتعلم مهاراته في البحث والتحليل والابداع والابتكار، كلها مهارات سيحتاجها لحل المشكلات المستقبلية ومواجهة التحديات.
إن إدماج الثقافة العلمية ضمن المنهاج الدراسي يحتاج مجهودات على عدة مستويات، سواء من خلال تطوير المنهاج والمقررات الدراسية أو تكوين الأساتذة أو دعم الأنشطة الموازية وتوفير الموارد البشرية والمادية أو من خلال الانفتاح على متدخلين خارج المنظومة كالجامعات أو جمعيات أو شركات خاصة.
لكن تبقى هذه الثقافة ضرورة ملحة تمكن من ربط المعرفة المكتسبة بسياقها العلمي وبتطوير مهارات أساسية تعطينا أفراد منفتحين وقادرين على الابتكار والابداع ومنخرطين بشكل إيجابي مع مستجدات العصر.